منوعات

فرعون وثمود وعاد… هل من معتبر في الشهر الحرام؟

نعيش في ظلال أيام مباركة من شهر ذي الحجة، فقد أقسم الله بها في كتابه الكريم في إشارة واضحة على بيان فضلها ، وداعية إلى كثرة الأعمال الصالحة فيها، ومن هذه الأعمال #التوبة الكرم الإلهي ومنحة الله لعباده،

قال تعالى:

 أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ۞ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ۞ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ۞ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ۞ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ۞ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ۞ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ۞ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ۞ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾ [الفجر: 6، 14]..

أنصت لهذه الأيات جيدا.. رب العالمين هنا اختص بذكر الأقوام الأقوياء فقط.. الذين كانت لهم حضارات عظيمة…

 كانت القوة التي أتاها الله لقوم عاد سبباً لتكبرهم، قوة لم تؤتها أمة من الأمم في عهدهم، فقد كانوا هم سادة العالم ، أصحاب مدينة إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها .. ويروى في التفاسير أن إرم هذه كانت مدينة عملاقة رائعة بناها قوم عاد العمالقة قوم سيدنا هود عليه السلام

ثم ثمود قوم سيدنا صالح عليه السلام وهم أول من نحت الجبال واتخذوا منها بيوتاً فارهة، ولا تزال مدائنهم قائمة إلى الآن، حيث برعوا في نحت الصخور والإبداع في تشكيلها، وصنعوا منها البيوت والقصور العظيمة، وأعطاهم الله نعما ورزقاً كثيراً، ولكنهم كفروا النعمة وجحدوها الذين نحتوا الجبال بيوتا لقوتهم…

ثم فرعون صاحب الأوتاد

ماذا فعل كل هؤلاء؟

“الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد” …

ما هي النهاية؟

صب عليهم ربك سوط عذاب صب.. كصب ماء قوي هادر مستمر…

مقياس المجتمعات الإنسانية عند الله عز وجل ليس تطورها التقني والعمراني.. بل بصلاح مجتمعاتها وخلوها من الظلم والفساد.. فجميع الأقوام الذين ذكروا في هذه السورة كانوا متفوقين حضاريا ومدنيا.. ومع ذلك دمرهم الله شر تدمير

أين الذين ظلموا.. أين قارون؟!! أين فرعون؟! أين هامان؟! أين عاد؟!! أين ثمود؟!

 تنشأ الأمم صغيرة فتكبر، وضعيفة فتقوى، فإذا ملكوا أسباب القوة عبثوا في الأرض ببنيان لا يحتاجون إليه، وإنما أشياء ليفاخروا بها، ، بنيان يطغون فيه ويتفاخرون.

 وما حصل للأمم من أمثال عاد وثمود وفرعون الذين أساؤوا استخدام النعمة فطغوا في البلاد وحرموا منها العباد. درس عملي حقيقي من تاريخ الإنسان لكل ظالم .

 فكان الجزاء من نفس العمل، ولو أن هذه الأمم أكرمت اليتيم، وتحاضوا على طعام المسكين، بدلاً من الطغيان والفساد، لأدام الله عليهم كرمه ونعمته.

رسالة إلى كل ظالم يستغل المنصب لأغراض شخصيه ومن خلاله يحاول اهانة الاخرين ويستبيح أكل المال العام

و هل يتذكر هؤلاء المسؤولون وأصحاب المناصب أن مصيرهم المحتوم مهما طال إما أن يموت : أو يحال إلى التقاعد : أو العجز ثم يصبح في المجتمع نسيا منسيا ؟!

اخيرا

#لاتدوم_لأحد

ظلم المسؤولين للناس ِ من موجبات غضب الله تعالى وسخطه، فهو الذي حرم الظلم على نفسه وتوعد الظالمين شر وعيد. والظلم بين الناس أشكال ودرجات، فليس من ظلم وندم وطلب العفو وأعاد الحقوق لأهلها فتاب كمن ظلم واستمر في ظلمه فتجبر وطغى. ولعل أعتى الظالمين والطغاة عبر التاريخ كانوا من الحكام وممن وُكلت لهم أمانة العدل بين الناس والسهر على أمنهم وأمانهم وعيشهم الكريم. فبقدر ما عرف التاريخ حكاما عادلين أدوا هذه المسؤولية الجسيمة بأمانة واستحضروا مراقبة الله عز وجل، بقدر ما برز حكام آخرون استغلوا سلطتهم وطغوا في البلاد فعاثوا فيها فسادا واستبدادا وظلما فجعلوا معيشة شعوبهم ظنكا..اتقوا الله إذا كنتم تخافون الله

زر الذهاب إلى الأعلى