أخبار محلية

هل نجحت ليبيا في اختبار كورونا.. مقارنة بسيطة

نجحت ليبيا في السيطرة على وباء كورونا المستجد من ناحية الامكانيات الطبية والكوادر ومراكز العزل والتجهيزات والخطط التي وضعها القائمين على القطاع الصحي في ليبيا بالمقارنة مع دول الجوار، بعيدا عن الاخطاء الفردية والتي لا تذكر في خضم انتشار وباء كجائحة كورونا.

واذا اخذنا مثلا تونس الشقيقة التي تواجه الان موجة ثانية من فيروس كورونا، في مقارنة بسيطة يتضح جليا نجاح وزارة الصحة في حكومة الوفاق في الاختبار وتجنيب ليبيا السيناريوهات الاسواء في مواجهتها فيروس كورونا، بعيدا عن المديح والاشادة لاي مسؤول في الصحة، لان هذا العمل في صميم مهامه، وتسلم منصبه ليقوم به دون تقصير.

القطاع الصحي في تونس يشهد انهيارا غير مسبوقا، بسبب نقص الامكانيات والمشاهد الموجعه التي عرضت عبر وسائل الاعلام من داخل بعض مستشفيات الدولة الشقيقة شاهدا ليس على تقصير الحكومة التونسية فحسب، بل على الانجازات التي تسجل لحكومة الوفاق الليبية ومسؤوليها والذي نجحوا في توفير الكثير من المستلزمات الطبية والاجهزة والادوية للقطاع الطبي وتجهيز المستشفيات ومراكز العزل، ونجحوا ايضا في حماية القطاع من الانهيار في وقت تنهار به قطاعات طبية لدول كبرى.

بالحديث عن الميزانيات فقد خصصت تونس بداية الجائحة مبلغ 2.5 مليار دينار (850 مليون دولار) لمواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لأزمة كورونا، في الوقت التي لم تتجاوز ميزانية ليبيا 500 مليون دينار ليبي .

اما على صعيد مراكز العزل لاستقبال الحالات المصابة بفيروس كورونا فقد كانت الاصابات محصورة بمركز عزل واحد حتى شهر اب (اغسطس) الماضي حيث استشعرت السلطات التونسية الكارثة التي تنتظرها جراء نقص في المراكز مما دفعها لتجهيز 16 مراكزا للعزل في المؤسسات الطبية لكن بامكانيات محدودة نظرا لعدم تنبؤها بالموجة الثانية، مما يعتبر بحسب مراقبون طبيون قليل جدا نسبة لعدد القاطنين في المناطق، حتى نشر رئيس المنظمة التونسية للأطباء الشبان جاد الهنشيري، على صفحته على فيسبوك يوم السبت الماضي الموافق 10-10-2020 ، مقاطع فيديو تظهر الظروف المزرية وغير اللائقة لمرضى في قسم الطوارئ في مستشفى الرابطة بالعاصمة التي تقع بجانب وزارة الصحة، حيث افترش الكثير من المصابين الارض.

والكارثة الحقيقة جاءت من مدينة الحامة بمحافظة قابس التي تبعد 500 كم جنوب تونس العاصمة حيث تبين ان المستشفى في المدينة التي اعتبرت بؤرة لفيروس كورونا ليس فيها اي وحدة عناية مركزية واحدة على الرغم من انها تخدم ما يقارب 100 الف نسمة.

اما المستشفى المركزي في محافظة قابس الذي يخدم ما يقارب 400 الف نسمة ليس فيه سوى جهازين للتنفس الاصطناعي وطبيبين اثنين فقط مخصصان للعمل مع مرضى كورونا.

ووفق تقرير لجهات مسؤولة فان لكل 100 الف نسمة في 13 محافظة تونسية من اصل 24 محافظة سرير واحد في العناية المركزة.

بالمقابل عمدت وزارة صحة الوفاق الليبية على تجهيز ما يقارب 105 مركز عزل موزعة على جميع المدن اليبية بقدرة استيعاب تقدر بحوالي 1338 سرير، بتكلفة تقدر بنحو 300 مليون دينار ليبي، وكل مركز يخدم منطقة محدودا جغرافيا بعدد سكان محدود لهذا لن تجد اي ازدحامات على مراكز العزل.

اما في اطار أجهزة التنفس وأسرة الانعاش التي تعد من التجهيزات الأساسية لتوفير العلاج للحالات المصابة بكوفيد19 فقد أقر عدد من المسؤولين التونسيين بوزارة الصحة في اكثر من مناسبة بوجود عوامل تعيق تأمين العلاج لمستحقيه في ظل محدودية أسرة الانعاش التي تناهز 300 سرير في كافة انحاء تونس، هذا وفتحت اول مستشفى ميداني يوم 19 سبتمبر الماضي وتم تجهيزها بـ80 سريرا و4 أسرة إنعاش.

أما في ليبيا فقد عمدت وزارة الصحة على تجهيز كافة مراكز العزل بكافة مستلزماتها الطبية من معتاد واجهزة فحص مخبرية واجهزة تنفس اصطناعي وادوية في الكثير من المناطق الليبية حتى نجحت في استيعاب اعداد المصابين الكبيرة وتجاوزت بمعظمهم المرحلة الحرجة من المرض.

اما عن المستلزمات والادوية فقد نقلت وزارة الصحة شحنات كبيرة من المستلزمات الطبية الى الكثير من مدن الغرب الليبي الشرق والجنوب، تحتوي على مئات الاطنان من المستلزمات الطبية والادوية والاجهزة المتطورة، بينما تواجه المستشفيات التونسية وفق وسائل اعلامها نقص حاد في الادوية والمستلزمات الطبية في مستشفياتها.

رغم الشائعات والاخبار غير المهنية حول القطاع الصحي في ليبيا الا ان وزارة صحة الوفاق بميزانية محدود استطاعت ان تحقق انجازات كثيرة في القطاع الطبي ، ولا ينكر احد ان هناك اخطاء فردية لكنها لا تطمس معالم نجاحات تحققت على ارض الواقع.

زر الذهاب إلى الأعلى