أخبار محلية

د. يسرى المزوغي.. قصة نجاح ملهمة.. كيف حققت نجاحاتها وانجازاتها؟ وماذا قالوا عنها؟



تستعد الاكاديمية الليبية يسرى المزوغي لتسلم  رئاسة الجامعة
الملكية للبنات في البحرين الشهر المقبل، بعد الانجازات التي حققتها على صعيد اكاديمي واداري في جامعة مسقط والتي لفتت الانظار اليها بشكل لم يسبق له مثيل.
وساهمت يسرى المزوغي حسبما اوردة موقع الفنار للاعلام في تحويل جامعة مسقط من “فكرة على الورق” إلى مؤسسة علمية، وهي الآن تستعد لخوض تحدي جديد وتجربة جديدة  تضاف لمسيرتها الرائدة في إعداد وتصميم البرامج التعليمية التي تتكيف مع سياقات البيئة المحيطة دون أن تكون مستوردة بالكامل.

وقالت المزوغي وفق مقالة للكاتب عمرو التهامي: “ان هذا تحدي جديد أتمنى أن اجتازه بنجاح من خلال الإستفادة من إرث فريق الإدارة السابق، والاهتمام بالجودة وترسيخ ثقافة الابتكار والتغيير مع كافة أطراف العملية التعليمية في الجامعة.”

تمتلك المزوغي، التي تخرجت من كلية إدارة الأعمال في جامعة جون مورس بمدينة ليفربول البريطانية، بعد ان انتقلت من طرابلس مع ذويها للعيش في بريطانيا، تمتلك رؤية خاصة لتطوير واقع التعليم في المنطقة العربية. إذ ترفض طريقة بعض الدول العربية في الاعتماد الكلي على المستشار الأجنبي وعلى شراء ممارسات تعليمية جاهزة بزعم أنها ناجحة.

وفي السياق قالت في مقابلة سابقة لها: “لا أعتقد أن شراء أنظمة تعليمية كاملة وجاهزة دون تقييم هو الطريق الأنسب لتطوير التعليم في المنطقة. نحن بحاجة للاستفادة من تجارب التطوير في الخارج والعمل على ما يناسب منها مع كوادر محلية لتحقيق تقدم حقيقي.”

وبتولي المزوغي رئاسة جامعة مسقط تكون اول امراة تتولى منصباً قيادياً بهذا المستوى في السلطنة.

وحول الموضوع كانت قد علقت قائلة “إنه لشرف عظيم، أن أتيحت لي الفرصة لقيادة جامعة مسقط في الفترة السابقة والعمل على تطويرها ويسعدني أن أتركها بعد أن وضعت الجامعة قدمها لتكون واحدة من مؤسسات التعليم العالي الرائدة في السلطنة”.

بدأت المزوغي مسيرتها المهنية عقب التخرج من كلية إدارة الأعمال في جامعة جون مورس بمدينة ليفربول، بالعمل في شركة تأمين لسبع سنوات متصلة. لاحقاً، حصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه قبل أن تنضم للهيئة التدريسية.

في عام 2017، انتقلت المزوغي، في أول تجربة عمل لها خارج بريطانيا، لتشغل منصب نائبة رئيس جامعة مسقط الناشئة آنذاك، قبل أن يختارها مجلس الأمناء لرئاسة الجامعة في يناير عام 2018، لتكون أول امرأة تترأس جامعة عمانية.

قال ديفيد برايد، مدير الأبحاث في كلية ليفربول لإدارة الأعمال والمُشرف على رسالة الدكتوراة الخاصة بها، قال عن المزوغي ، “أرى فيها قائدة أكاديمية مُلهمة وقدوة للساعين للسير على خطاها أو من يطمحون للوصول إلى أعلى المستويات في الإدارة العليا في قطاع التعليم العالي”.

ويعتقد برايد أن نقطة تفوق يسرى الحقيقية تكمن في قدرتها”على نقل معرفتها وخبراتها من المملكة المتحدة وتكييفها مع السياق العماني، مما أدى إلى إنشاء جامعة تأخذ الممارسات الجيدة من أجزاء أخرى من العالم ولكنها ترتكز بشكل كبير على السياق المحلي وتلبي احتياجاته.

واضاف برايد “رأيت قيادتها لجامعة مسقط، واعتبرها جريئة وحاسمة تشمل رؤية واضحة لكيفية تطوير المؤسسة وعدم الخوف من تقديم برامج وسياسات وإجراءات جديدة ومبتكرة”.

تتفق ناريمان الحاج حمو، المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز الابتكارات التعليمية وحلول المعرفة المخصصة، مع برايد حول امتلاك المزوغي عدداً من الصفات “الهامة” التي مكنتها من بلوغ المناصب الإدارية لاحقاً في جامعة ليفربول أو جامعات العالم العربي التي عملت فيها.

وقالت حمو “هي إمرأة قوية، لها استراتيجية موجهة نحو الهدف ومنجزة وطموحة وذات رؤية وهو ما مكنها من التفوق في دورها وإحداث فارق في قطاع التعليم العالي في ُعمان، إلى جانب تواضعها واستعدادها للاستماع دائمًا والدعم بأفضل طريقة ممكنة وهي سمة مهمة أخرى في القائد الناجح”.

واضافت حمو: “التعاون مع الدكتورة يسرى في كلا المشروعين أظهرها كقيادة نموذجية في مشاركتها لفريق العمل، وإيمانها ببناء بيئة عمل تعاونية وشاملة يتم عبرها تمكين أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب”.

بالنسبة للمزوغي، كان الانتقال للعمل في دولة عربية بعد سنوات طويلة من العيش في بريطانيا، فرصة للتعرف على أنماط العمل في بيئة مختلفة، وخوض التحدي الجديد في بناء جامعة وتصميم برامجها الأكاديمية للطلاب والأساتذة والتدخل في كل التفاصيل الإنشائية والتعليمية.

وقالت انذاك: ان “اختياري كأول امراة ليست عمانية لقيادة مؤسسة تحمل اسم العاصمة جعلني أستشعر حجم المسؤولية،” مشيرة إلى أنها سعت مع فريق عملها للاستفادة من خبرات رواد التعليم العالي من أجل تحويل الجامعة التي كانت آنذاك “فكرة على ورق” إلى صرح علمي دخل في شراكة لاحقاً مع جامعتين بريطانيتين رائدتين.

ولم تكن الصعوبات التي واجهت المزوغي في مسيرتها المهنية مرتبطة فقط بتحديات التعليم العالي في المنطقة؛ لكنها تعلقت آيضاً بعقبات ثقافية واجتماعية ناتجة عن عدم تقبل البعض داخل الوسط الأكاديمي لفكرة العمل تحت رئاسة إمراة.

وحول تلك الصعوبات قالت المزوغي: “ترأس امرأة لرجل في العمل مسألة “صعبة ” في بعض الأحيان في بعض الدول العربية بسبب الثقافة المجتمعية والدينية السائدة،” موضحة أنها نجحت في تجاوز هذه العقبة بفضل شخصيتها “المرنة” التي جعلتها تدير القضايا بشكل تشاوري مع أعضاء الفريق، وبفضل الانفتاح الكبير في عُمان بوجود المرأة في مناصب مؤثرة في قطاع التعليم العالي.

يعتقد البعض أن  نجاح تجربة المزوغي في قيادة جامعة مسقط  سيكون عاملا مهماً في الدفع بأعداد كبيرة من النساء في مواقع قيادية على مختلف المستويات بقطاع التعليم العالي في دول الخليج.

زر الذهاب إلى الأعلى