أخبار فنية

ابعيو يوجه رسالة قاسية لصانع شط الحرية فتحي القابسي و الشعب الليبي

بعد النجاح الذي حققته سلسلة أو منوعة شط الحرية و التي أصبحت تمثل المسكوت عنه من أبناء الشعب الليبي في قالب مقلب الشراب الذي أبدعه الكاتب و المخرج فتحي القابسي و جسده نخبة من أمهر ممثلي المسرح الليبي.

مما أستفز وجدان الكاتب الصحفي و رئيس مؤسسة الاعلام التابعة للحكومة الليبية محمد ابعيو ليوجه له رسالة عن الحلقات 13,14 من الجزء السادس و التي تعبر عن الحصار المستمر لأهل برقة منذ الاحتلال الايطالي

ليقول له لا حاجة بك للإسقاطات ولا للرمزيات ولا للضرب تحت الحزام فالشعب الليبي كافة محاصر و تعاني الظلم والعذاب و ليس برقة فقط و يجب على الشعب ان يتحرك ليتحرر و نرفق لكم الرسالة لاكتمال الصورة و المعنونة **بليبيا تعاني الظلم و العذاب و ليس فقط مقلب الشراب **

 نص الرسالة

ليبيا تعاني الظلم والعذاب وليس فقط مقلب الشراب..

حين يشتطُّ فتحي القابسي فيطيش الشط وتشيط الحرية..

…………………………………………..

إعجابنا بمسلسل الإسكتشات الفكاهية {شط الحرية} الذي يجمع الليبيين في شهر رمضان الكريم، لا يعني إعطاء صك على بياض للسيد فتحي القابسي الذي هو مؤلف ومخرج وسيناريست وصاحب الشط بكل تفاصيله الجميلة في بساطتها والبسيطة بجمالها، وحتى العبيطة حيناً والتلفيقية أحياناً، وهو صاحب الحرية التي تفتقد أحياناً عن قصد من فتحي أو سهو للمسؤولية الوطنية، قدر افتقار المسلسل الشديد في بعض حلقاته للحبكة الدرامية أو الخيط الناظم للعمل الفني بجميع أركانه ومكملاته.

ومع ضرورة الإشادة بالقدرات التمثيلية العالية لمعظم الممثلين المحترفين الذين يغلب عليهم طبع وقدرات ممثلي المسرح الراسخين في الأداء، وليس أعظم من المسرح قدرةً وتأثيراً وإبرازاً للمواهب التمثيلية والقدرات التشخيصية، فإن ضرورات النقد الهادف البنّاء لهذا العمل الذي أصبح بمجرد تفاعل المشاهدين معه والتفافهم حوله مِلكاً لهم، تقتضي أن أقول للسيد فتحي القابسي إن إشاراتك وإسقاطاتك وترميزاتك التي وردت في الحلقة 13 من شط الحرية، وإقحامك لممثل أقل من عادي في حضوره وأدائه ليؤدي شخصية صحفي وما هكذا يكون نموذج أو {كراكتر} الصحفي، يسأل عن مكان معتقل العقيلة الفاشستي الرهيب، لتقول على لسانه إن المعتقل لا يزال موجوداً في الواقع ولم يعد جزءً من تاريخنا الأليم، حيث برقة معتقلة ومظلومة ومحرومة، متجاهلاً حقيقة أن تلك الحقبة الفاشية السوداء مضت وانقضت، ولا يمكن تشبيه ما حدث بعدها خلال ما يقرب من 100 عام حتى هذا العام بها وبآلامها وعذاباتها، كما أن ليبيا كلها محرومة وفي مدنها وقراها وبلداتها ألف مقلب للشراب بؤساً وتخلفاً وانعداماً للخدمات الأساسية وفقداناً لمقومات الحياة المدنية في أبسط صورها، من حيث الشوارع والمرافق والمياه النظيفة والصرف الصحي والتعليم والصحة والترفيه، ولهذا فإن مواجهة هذا البؤس المتفشي والمسيطر في ليبيا كلها هو مسؤولية وطنية جماعية، وفرض عين على كل ليبي وليبية، وإذا كانت الطريق إلى غرب اجدابيا حيث موطن مقلب الشراب المتخيل من الأربعين إلى امرير قابس وبشر والعقيلة شرقاً وغرباً أفضل ألف مرة من الطريق بين إجدابيا والواحات الأخوات الجميلات الثلاث البائسات جالو وأوجلة واجخرة، إلى جوهرتي الصحراء تازربو والكفرة حيث 800 كيلومتر من حطام الطريق تتحطم عليه السيارات ويموت فيه كل سنة المئات، ولا حاجة للحديث عن فزان الكبرى المنسية العارية من مقومات الحياة الإنسانية، المكتسية بالصبر والصمت والكبرياء، أو عن محاضن العزة والشمم في جبل نفوسة الغربي الأشم وفي الجبل الأخضر الأشم، حيث النقص في كل شيء من الماء إلى الغذاء والدواء، والوفرة في الإباء والجود والإنتماء.

 

نحن الليبيون كلنا يا سيد فتحي القابسي في العذاب مشتركون، وجميعنا بالثورة على هذا الظلم مطالبون ومسؤولون، فلا حاجة بك للإسقاطات ولا للرمزيات ولا للضرب تحت الحزام، حيث يُلزمك الشط بامتداده ونقائه، والحرية بآفاقها وأفيائها، أن تقول كل ما تريد دون مداورة ولا مناورة، وإن كان من حقك أن تقول عبر مشهديتك الشعبية هذه ما تريد، فليس من حقك أن تأخذنا إلى البعيد وإلى حيث لا نريد، والذي لا نريد هو أن نرى ليبيا تبقى على هذه الصورة المركزية الظالمة الفاسدة، أما الذي نريد فإنها الدولة الحديثة العصرية الموحدة القوية، شرط أن لا تكون مركزية ولا فاشية، وأن يكون شعبها أقوى ما فيها ومن فيها، وأن يقوم فيها حكم محلي حقيقي فعال يُنهي هذه الأهوال، ويحقق التنمية الحقيقية الشاملة، التي تصبح معها معاناة ليبيا مقلب الشراب شيئاً من الماضي يُذكر ولا يُستعاد، وأن نلعن معاً وإلى الأبد الإستعمار الإيطالي الفاشي الهمجي المجرم، ولا نكتفي باللعن والتذكير بل بالتحصين التام للكيان الوطني المنشود كي لا نعود إلى هولوكوست الفاشية من جديد.

وتبقى كل المودة لأهلي في إجدابيا وللمتألقين في شط الحرية وفي مقلب الشراب الخيالي وجوداً الحقيقي إبداعاً.

……………………….(مـــــحـــــمّــــــد).

زر الذهاب إلى الأعلى